بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى عزت كلمته . وسرت فى الكون مشيئته .
والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين , سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فان أسرار الحروف وما أشبهها من العلوم الروحانية الأخرى لايجنى جناها إلا الصابرون .
وإن الصابرين هم الأصفياء المتقون .
فمن أنس منكم ذلك فى نفسه يا إخوانى فليقدم والله معنا وهو حسبنا .
ومن لم يأنس ذلك من نفسه وكان ذا عاطفة وخشوع فليستغفر الله يجد الله غفورا رحيما . وليتفضل فأننا نرحب به .
ومن عزت عليه نفسه وغرته شهواته فلا حاجة له بنا ولا حاجة لنا به .
( كلانا غنى عن أخيه حياته @ ونحن إذا متنا أشد تفانيا ).
أســــرار الـحــــروف
علم أسرار الحروف من العلوم الإلهية التى أفاضها الله على العارفين بأمور دينهم القانتين لربهم. لأنه العلم لا يصل إليه من الناس ولا يدرك حقيقته إلا المؤمنون الأصفياء . والعلماء الأتقياء .
( العلم بالحرف سر الله يدركه @ من كان بالكشف والتحقيق متصفا )
قال الأمام على كرم الله وجهه " علم الحروف من العلم المخزون لايعرفه إلا العلماء الربانيون "
وسأل رجل الحسن البصرى عن معنى " كـهـيـعـص " فقال لوفسرتها لك لمشيت على الماء وطرت فى الهواء .
إن هذا العلم لايمكن التصريح بكل أسراره لعدم الأفهام المستنيرة بنور الهداية المستضيئة بمشكاة اليقين .
فمن أنس منكم أيها الأخوان البررة فى نفسه الصون والعفاف وعدم التجاهر والتفاخر بتلك الأسرار وما قد يفيضه الله عليه من روحانيتها وقدسيتها فليثابر معنا .
ومن غلبته نفسه فليعرض عنا . فكلانا غنى عن أخيه حياته . ذلك عهد بينى وبينكم وذلك خير وأبقى .
وأعلموا " أن من لعب وهـزل , رجع بخيبة فى الأمل "
إنه سر الله عز وجل لاينبغى أن يظهر للعامة من أهل الشهوة الحيوانية , والخطرات الشيطانية , فانه يكون لفتنتهم وهلاكهم . فقد بلغنا عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال :
يارسول الله أأحدث الناس بكل ما أسمع ؟ قال (ص)
" نعم إلا أن تحدث بحديث لايبلغ عقول القوم ذلك الحديث فيكون على بعضهم فتنة " أو كما قال (ص) .
ومـلـخــص الــقـول
أنه على الذين يريدون أن يتلقوا علومنا . أو يتعاملون معنا . أن يطهروا قلوبهم من كل مكروه , فلايحقدون ولا يحسدون ولايستهزئون . وليواظبوا على أداء الصلاة فانها جماع كل خير .
وسترون إن شاء الله فى تلك الأسرار ما يكون عونا لكم على صلاح أموركم فى دنياكم وفى أخراكم .
واعلموا : إن الذين ينكرون أسرار الحروف طائفة جهلاء لم يذوقوا للعلم طعما .
فلا تماروهم ولا تجادلوهم وأضربوا بأقوالهم عرض الحائط إن لم تتمكنوا من توضيح الحقيقة لهم .
بينوا لهم أن سر الله فى الحروف لايدركه إلا الأصفياء الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه .
قولوا للمنكرين أن للحروف أسرارا ظاهرة لكل فرد من الأمة لايستطيع أحد أن ينكرها .
وذلك واضح فى مثل الموعظة الحسنة من الكلام تؤثر فى كثيرين وتبكيهم . أليس ذلك من الأسرار الظاهرة للحروف ؟ .
أما سمعتم كلمات مضحكة فأضحكتكم ؟ أليس ذلك من سر الحروف ؟ .
ألم تسمعوا كلمات التبجيل والاطراء فتحل فى قلوبكم بردا وسلاما , وبالعكس كلمات السب والشتم والاهانة ؟ أليس ذلك من الأسرار الظاهرة للحروف ؟.
ان الكون كله معمور بالانسان ولم يوجد ذلك الانسان الشريف إلا بعقد بين الزوجين , وما ذلك العقد إلا ألفاظ وكلمات من الحروف تسمى إيجابا وقبولا . أليس هذا من أسرار الحروف التى لو تأملتم لوجدتموها جلة ظاهرة فى قوله تعالى
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )
لم يجعل لكم سبحانه وتعالى هذه الأزواج التى سكنتم إليها وعمر بها الكون إلا بهذا العقـد بين الزوجين .
ألم تشعروا براحة النفس وطمأنينتها عند سماع هذه الكلمات :- نعيم – وفاق – مكارم أخلاق – تقوى الله ...... الخ الخ
وهلا تنقبض نفوسكم لسماع مثل هذه الألفاظ : بؤس – شقاء – جحيم – فتنه – هلاك .... الخ الخ
ألييس ذلك من السر المودع فى الكلمات المذكورة ؟؟ بلى ؟
إن الحيوانات أنفسها قد تحس فتسير للأمام , وترجع الى الوراء , وتقف عن السير , بألفاظ معروفة للجميع .
أليس ذلك من أسرار الحروف التى عرفها جميع الناس ؟؟
لم يبقى إلا الأسرار الخفية التى نحن بصددها فأنظروا و أفهموا
عـلـم أســـرار الـحـــروف
هو العلم الخاص بعمل الفوائد لجلب المنافع ودفع المضار بواسطة سور و آيات وأسماء و أذكار و أدعية
تتلى أو تكتب أو تحسب وتوضع بوضع مخصوص .
ولهذا فإن الحروف فى هذا العلم تنقسم الى قسمين :-
لفظية سهلة المأخذ يكتفى فيها بالتلاوة أو الكتابة .
وعددية توضع بوضع خاص فى أشكال مخصوصة . والعددية هى علم الأوفاق .
وفائدة هذا العلم جلب الخير ودفع الضر .
وأعلموا انه لاينجح أى عمل من علم أسرار الحروف بنوعيه أى اللفظية والعددية إلا بعشر شروط
إذ هى سر النجاح فى العمل :
الشرط الأول :- الهمة وصدق التوجه والأعتقاد الجازم بحصول الاجابة .
ويسمى هذا الشرط " قوة الإرادة " وهو أعظم الشروط وربما كان وحده كافيا .
وفى الحديث الشريف ( أدعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة ) .
الشرط الثانى :- المداومة وعدم العجلة فاذا عمل الانسان عملا ولم تظهر نتيجته فليكرر العمل – ومثل طالب هذا العلم فى ذلك كمثل العاشق إذا أعرض عنه معشوقه فانه ان تنحى عن مطلوبه لم يدركه . وإن تمادى فى طلبه أدركه ولو بعد حين . وكما قال القائل " أما ترى أن الحبل بتكراره فى الصخرة الصماء قد أثر "
وفى الأمثال الشهيرة " من طلب واجتهد وجد "
ومنها " ما ملأ الراحة من أختار الراحة " .
الشرط الثالث :- الكتمان . فيجب أن يكون العمل فى موضع خال بحيث تكون محجوبا عن أبصار البشر ولايراك فيه إلا الله . ولاتقول لأحد أنا أفعل كذا وكذا فان ذلك مبطل للعمل .
الشرط الرابع :- الطهارة حالة العمل طهارة كاملة ثوبا وبدنا ومكانا.
الشرط الخامس :- التقوى . ومن ذلك عدم أكل المحرم ,
وأن يتحمل الأذى فكلما كان صاحب هذا العلم اقباله على الخير أكثر كان عمله أنجح .
الشرط السادس :- خلو المعدة من الطعام فى وقت العمل إلا ما لابد منه ليحصل الجد والمثابرة .
فان امتلاء المعده يذهب الفطنة ويورث الكسل .
وناهيكم الحديث الشريف ( ما ملأ أبن آدم وعاء شر من بطنه )
وقوله تعالى ( فكلوا وأشربوا ولا تسرفوا ) .
ومن كلام بقراط فى بعض كتبه " ياهذا أنظر الى آلات الطرب كيف خلت أجوافها فحسنت أصواتها "
الشرط السابع :- عدم الأهتمام بأكل لحم الحيوان وما يخرج من الحيوان كاللبن أو البيض
لأن أكلهم يورث الكسل ويزيد الشهوات.
والأبتعاد عن أكل ما له رائحة كريهة كالثوم والبصل والفجل والكرات .
وينبغى الأقتصار فى وقت العمل على الخبز والملح والزيتون اللوز المقشور والزبيب .
الشرط الثامن :- الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم قبل وأثناء وبعد العمل ,
لقوله (ص) " كل دعاء محجوب بين السماء والأرض حتى يصلى على النبى فاذا جائت الصلاة على صعد الدعاء "
الشرط التاسع :- طلب اللائق . " اذا أردت أن تطاع فأطلب ما يستطاع " فلا يطلب الانسان ما هو ممتنع عادة أو عقلا
لان ذلك يعد من قبيل المعاندة للحكمة الالهية , أو من التلاعب والتهاون بأسماء الله وآياته .
الشرط العاشر :- الاحتراز وقت العمل من السهو والغلط ,
وأن يكون الانسان خالى البال من كل المشاغل من مال وأهل وفرح وحزن لتكون إرادته قوية وقت العمل .
هذه يا اخوانى هى الشروط العشرة التى تجب على من يريد القيام بأى عمل من أسرار الحروف اللفظية والعددية .
وهناك شروط أخرى خاصة بكيفيات مخصوصة من الأعمال . نذكرها فى مناسبتها .
وأستطيع أن أقول لكم بكل ثقة " إن فى كل حرف حياة "
وأعتقد ان ما ذكرته وضح لكم فكرى فمن يرغب فى تعلم هذا العلم الشريف فليعرض نفسه على ماكتبته سابق فان وجد نفسه مقبولا فمرحبا به وان وجد غير ذلك فلاحاجة له بنا ولا حاجة لنا به .
( كلانا غنى عن أخيه حياته @ ونحن إذا متنا أشد تفانيا ).
ومن أراد الأستفسار أو طلب مساعده أو كشف أو علاج فمرحبا به .
جعلنى الله عند حسن ظنكم ومحل ثقتكم
أخـوكـم فى الله
أبو شمس
دارس وباحث ومعالج روحى ورحانى
Asrar.com@hotmail.com محمول 0020103856789